من هو اختصاصي السمع؟

 

إن حاسة السمع تعد واحدة من أهم حواسنا حيث أنها تمكننا من إدراك الأصوات التي من حولنا و تربطنا بعالمنا المحيط.  وتنتج الإعاقة السمعية عن وجود مشكلة في النظام السمعي تؤثر على قدرتنا على سماع بعض أو جميع الأصوات.  ومن مشاكل الأذن أيضاً الاختلالات في وظيفة التوازن والتي تنتج عن خلل في جزء التوازن الموجود في الأذن الداخلية.

اختصاصي السمع هو اختصاصي غير طبي يعمل مع الأشخاص المصابين باضطرابات في السمع والتوازن واضطرابات أخرى مرتبطة بالأذن ووظائفها، وهو مسؤول عن فحص الأشخاص من جميع الفئات العمرية سواء أكانوا أطفالاً أم بالغين والذين تظهر عليهم أعراضاً مرتبطة باضطرابات في السمع أو التوازن.

تركز الفحوصات التي يجريها اختصاصي السمع على التحقق من وجود مشكلة ويتبع ذلك فحوصات مكثفة للتعرف على طبيعة ودرجة وشدة المشكلة.  وبعد انتهاء هذه الفحوصات يبدأ اختصاصي السمع بالتخطيط مع المريض للاتفاق على أفضل طريقة للعلاج وأكثرها فعالية من أجل تحسين حالة المريض ولمساعدته على التعامل معها.

يقدم اختصاصي السمع خدمات سريرية متعددة للأشخاص المصابين باضطرابات سمعية أو مرتبطة بوظيفة التوازن، وتشمل هذه الخدمات فحوصات لمعرفة عتبة السمع ونوع ودرجة ضعف السمع وذلك في حال وجود شك بوجود مشكلة سمعية، بالإضافة لتقييم آثار مشكلات السمع والتوازن على حياة الشخص اليومية.

يعمل اختصاصي السمع على تحليل النتائج التي تم التوصل إليها، وقد يعمل على ربط هذه النتائج ببيانات طبية وتعليمية ونفسية أخرى للتوصل إلى تشخيص متكامل ومن ثم تحديد نمط المعالجة أو التأهيل الأنسب للحالة.

يعمل اختصاصي السمع مع اختصاصيين طبيين آخرين مثل الأطباء ومعالجي النطق واللغة والتربويين وغيرهم الكثير كفريق متكامل في عملية التشخيص والمعالجة للمريض.  كما تتعدد أماكن عمل اختصاصي السمع حيث يعمل في المستشفيات والعيادات الخاصة والعامة والمدارس العامة والخاصة ومراكز التأهيل والجامعات والكليات أيضاً.

إن مسببات الاضطرابات السمعية عديدة وتتنوع في طبيعتها وأنواعها وأسبابها حيث أن بعضها قد ينتج منذ الولادة في حين قد يكون البعض الآخر مكتسباً ما بعد الولادة وذلك كنتيجة عن التهابات أو صدمة أو التعرض لأصوات مؤذية أو تناول أدوية أو الشيخوخة.

إن الأشخاص الذين يتم تشخيصهم باضطرابات في السمع أو التوازن والتي تتطلب تدخلاً طبياً أو جراحياً يتم تحويلهم من قبل اختصاصي السمع للطبيب المختص للاستشارة والعلاج.  أما بالنسبة للاضطرابات والتي ليس بالإمكان علاجها طبياً أو جراحياً فبالإمكان مساعدتها عن طريق مجموعة من الأجهزة المساعدة مثل المعينات السمعية أو أجهزة القوقعة المزروعة  بالإضافة للالتحاق ببرامج للتأهيل أو إعادة التأهيل اعتماداً على عمر المريض و نوع المشكلة.

يقوم اختصاصي السمع بإجراء العديد من الفحوصات واختبارات التقييم لتحديد نوع المشكلة، وتختلف هذه الفحوصات بناءاً على الفئة العمرية للمريض وعلى نوع الاضطراب المشكوك بوجوده.  وتتطلب بعض هذه الفحوصات تعاوناً من قبل المريض حيث يقوم اختصاصي السمع بإعطاء مجموعة من المثيرات السمعية للمريض والذي بدوره يتطلب منه إعطاء استجابات معينة لها.

وفي حال كون المريض غير متعاوناً، وذلك مثل فحص الأطفال، فهنالك العديد من الفحوصات الموضوعية والتي تم تصميمها خصيصاً لهذا الغرض لمساعدة اختصاصي السمع على الحصول على معلومات دقيقة عن الوظيفة السمعية للمريض دون الحاجة لأي نوع من التعاون أو الاستجابة من قبله.

ويتم إجراء هذه الفحوصات في غرف خاصة معزولة صوتياً والتي تحتوي على أجهزة ومعدات خاصة لإجراء الفحوصات السمعية المتنوعة، وتتعدى مهام اختصاصي السمع القيام بإجراء الفحوصات السمعية وتركيب المعينات السمعية أو تفعيل وبرمجة أجهزة القوقعة المزروعة  وتقديم خدمات التأهيل فحسب، حيث أنه مسؤول أيضاً عن تقديم خدمات الإرشاد الضرورية للمريض وعائلته، وعلى الاختصاص التحقق من أن المريض وعائلته على علم وفهم كامل لطبيعة المشكلة الموجودة وتأثيراتها على التطور الأكاديمي والاجتماعي والوظيفي للمريض، وفي حال كون المريض طفلاً فعلى اختصاصي السمع أن يعمل جدياً مع عائلة الطفل بالإضافة لمعالج النطق الخاص به وأن يتم التأكد من أن الطفل يرتدي المعينات السمعية باستمرار وبمتابعة التطور اللغوي والنطقي والاجتماعي للطفل.  يعنى اختصاصي السمع بالتأكد من أن كل شخص بغض النظر عن عمره يحصل على الفائدة المرجوة من برنامج المعالجة المطبق.

واختصاصي السمع مختص في مجال الأجهزة السمعية المساعدة ويوفر النصح والإرشاد بخصوص أفضل نظام وأفضل تقنية لحاجات المريض السمعية، وهو على اطلاع كامل بآخر وأحدث ما تم التوصل إليه في عالم التقنيات السمعية.

إن طبيعة عمل اختصاصي السمع غير مضنية جسدياً ولكنها تتطلب الكثير من التركيز والقدرة على التحقق بالإضافة إلى القدرة على استيعاب الحاجات العاطفية والنفسية للمريض وعائلته.

كما لابد أن يملك اختصاصي السمع القدرة على شرح طبيعة الفحوصات وبرامج العلاج والتأهيل الضرورية للمريض وعائلته بالإضافة لآخر التقنيات المتوفرة والتي بإمكانها مساعدة المريض بالشكل المثالي، كما لابد أن يملك القدرة على إيصال المعلومات المرتبطة بحالة المريض ومشكلته ونتائج الفحوصات وطبيعة العلاج بصورة سلسة وسهلة للمريض وعائلته وللاختصاصيين المشتركين في عملية العلاج والمتابعة والتأهيل.  على اختصاصي السمع أيضاً أن يملك القدرة على مواجهة التحديات التي تواجه المريض بصورة موضوعية ومنطقية وبأن يقدم الدعم اللازم للمريض وللعائلة.  ونظراً لكون عملية تطور وتحسن المريض بطيئة نوعاً ما، فإن الصبر والتعاطف بالإضافة لمهارات الاستماع الجيدة هي جميعها متطلبات أساسية لابد أن تتوفر في اختصاصي السمع.

 

إعداد:

رانية أبوالرُّب

رئيس اختصاصيي السمع

الأردنية لتكنولوجيا السمع